وأشارت الصحيفة إلى أن الرياض تملك وثائق تثبت تورط الدوحة في دعم عمليات العنف والتطرف في المنطقة. ووصلت هذه الوثائق إلى السعودية خلال عهد الملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، ومنها ما حصلت عليه خلال العامين الماضيين، مبينة أن دولة قطر لم تتوان عن تقديم الدعم إلى الجماعات المتشددة ولأشخاص متطرفين في أكثر من دولة، في المنطقة وخارجها، وأبرز وجوه هذا الدعم هو الدعم المالي وتوفير الغطاء السياسي لهذه الجماعات.
وأشارت تقارير غربية عدة إلى أن قطر تعد أكبر دولة في المنطقة تغض الطرف عن تقديم التمويل إلى الجماعات المتطرفة، رغم أن قوانينها الداخلية تجرم تلك الممارسات. ويعود تاريخ هذا الدعم إلى عام 2008، حين قدم القطري خليفة محمد تركي السبيعي دعما ماليًا إلى الباكستاني خالد شيخ محمد، القيادي في تنظيم "القاعدة"، والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001، وفق ما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية. وتتهم وزارة الخزانة الأميركية القطري سليم حسن خليفة راشد الكواري (37 عامًا)، بتحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى تنظيم "القاعدة" عبر شبكة تمويل متطرفة.
وأشارت وثائق أميركية إلى أن الكواري عمل مع قطري آخر، هو عبد الله غانم الخوار (33 عامًا) على إدارة شبكة تمويل تدعم جماعات متطرفة، وتؤكد مساهمة الخوار في الإفراج عن أفراد من "القاعدة" في إيران. ومن الأسماء المسجلة على القائمة السوداء في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، عبد الرحمن بن عمير النعيمي، المتهم بتحويل 1.5 مليون دولار شهريًا لـ"القاعدة" في العراق، و375 آلاف جنيه إلى "القاعدة" في سورية. وبين الأسماء أيضًا عبد العزيز بن خليفة العطية، وهو ابن عم وزير الخارجية القطري السابق، وسبق أن أدين في محكمة لبنانية بتمويل منظمات متطرفة دولية، وبأنه على صلة بقادة في تنظيم "القاعدة".
وذكرت وسائل إعلام لبنانية وقتها أن العطية التقى، في مايو / أيار 2012، مع عمر القطري وشادي المولوي، وهما قياديان في تنظيم "القاعدة"، ومنحهما آلاف الدولارات. وتتسع هذه الدائرة لتشمل مقيمين في قطر يعملون في أنشطة مشبوهة، تغض السلطات القطرية الطرف عنها، بهدف تدبير التمويل لجماعات متطرفة، مثل "الإخوان"، وكذلك جماعات في آسيا وأفريقيا وشبه الجزيرة العربية، وفق الصحيفة، التي أوضحت أن الدعم القطري لـ"الإخوان" لم يقتصر على المقيمين على أراضيها، بل شمل جماعات منبثقة عنها في كل من تركيا ومصر واليمن والبحرين وسورية ولبنان وليبيا.
وامتد الدعم المالي القطري إلى الجماعات المتطرفة ليشمل "جبهة النصرة"، في كل من سورية ولبنان، بشكل يجعل هذه الجماعة تبدو وكأنها "ذراع قطري"، أما في ليبيا، دعمت قطر شخصيات متطرفة عدة، من بينهم رجل الدين علي الصلابي، وعبد الحكيم بلحاج، رجل تنظيم "القاعدة" السابق، وعبد الباسط غويلة، وعناصر متطرفة معروفة ورجال أعمال.