قال الله تعالى (وثيابك فطهر) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال (مر النبي بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستبرئ من البول) أي لا يتحرز منه مخرج في الصحيحين وقال رسول الله (استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه) رواه الدارقطني .
ثم إن من لم يتحرز من البول في بدنه وثيابه فصلاته غير مقبولة وروى الحافظ أبو نعيم في الحلية عن شقي بن ماتع الأصبحي عن رسول الله قال أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون ما بين الحميم والجحيم ويدعون بالويل والثبور ويقول أهل النار لبعضهم البعض ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى قال فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر أمعاءه ورجل يسيل فمه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه قال فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس ثم يقال للذي يجر أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان لا يبالي أين ما أصاب البول منه ولا يغسله ثم يقال للذي يسيل فمه قيحا ودما ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان ينظر كل كلمة قبيحة فيستلذها وفي رواية كان يأكل لحوم الناس ويمشي بالنميمة ثم يقال للذي يأكل لحمه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس يعني بالغيبة فنسأل الله العفو والعافية بمنه وكرمه إنه أرحم الراحمين موعظة أيها العبيد تذكروا في مصارع الذين سبقوا وتدبروا في عواقبهم أين انطلقوا واعلموا أنهم قد تقاسموا وافترقوا أما أهل الخير فسعدوا وأما أهل الشر فشقوا فانظر لنفسك قبل أن تلقى ما لقوا والمرء مثل هلال عند مطلعه يبدو ضئيلا لطيفا ثم يتسق يزداد حتى إذا ما تم أعقبه كر الجديدين نقصا ثم يمتحق كان الشباب رداء قد بهجت به فقد تطاير منه للبلا خرق ومات مبتسم جد المشيب به كالليل ينهض في أعجازه الأفق عجبت والدهر لا تفنى عجائبه من راكنين إلى الدنيا وقد صدقوا وطالما نغصت بالفجع صاحبها بطارق الفجع والتنغيض قد طرقوا دار لعهد بها الآجال مهلكة وذو التجارب فيها خائف فرق يا للرجال لمخدوع بباطلها بعد البيان ومغرور بها يثق أقول والنفس تدعوني لزخرفها أين الملوك ملوك الناس والسوق أين الذين لذاتها جنحوا قد كان قبلهم عيش ومرتفق أمست مساكنهم قفرا معطلة كأنهم لم يكونوا قبلها خلقوا يا أهل لذة دار لا بقاء لها إن اغترارا بظل زائل حمق .