لم يكن الشيخ عبد الحمــيد كشـكـ رجُلاً عادياً فكان شيخاً وعلّامه عرفته المنابر وكان مؤثراً في الناس وخطبته لا مثيل لها ولم يجدوا له خطأ إملائي واحد على مدار حياته في الخطابة والتي كانت لمدة ما يقرب من أربعون عاماً, فكانت اول خطبه كان يبلغ إثنى عشرة عاماً من العمر, وكان كفيف منذ الصغر ولكن الله وهبه بصيره للحق وكان دارساً للعلوم الدينية وشيخاً لبقاً فصيح اللسان, قوي التأثير, فتح الله عليه من العلم والحكمة, قد توفى الشيخ كشــكـ كما تمنى من الله بعد ان توضأ وإغتسل يوم الجمعه دخل محرابه ليصلى ركعات قبل ذهابه الى الخطبه ثم وهو ساجد أطال السجود فما قام, وقد صعدت روحه لبارئها ومات ساجداً, ونظنه عند الله على خير مقبولاً بإذن الله ولا نزكي على الله أحد, ثم شاء الله بعد ثلاث عشرة عاماً من وفاة الشيخ كشك أن يتوفى أخوه ويذهبوا لدفنه فحضر الشيخ أحمــد نشأت أحد تلامذة الشيخ كــشكـ رحمه الله , وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُفتح فيها القبر منذ وفاته المنيه, فنزل الشيخ احمد ليدفن اخو الشيخ الفاضل عبد الحميد كشــك فرأى الشيخ أحمد نشأت أن كفن الشيخ وجسده مازالوا على حالهم كأنهم قد دفنوه يوم أمس وليست 13 عاماً,
وكل ما أصاب الكفن من تغيير هو فقط الجزء الأسفل للكفن منطقة ما بين القدمين عليهم بعض التراب, أما عن باقي الكــفن فهو مازال بحالته التي تركوها منذ ثلاث عشرة عاماً, فرحم الله رجلاً كان لا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى.